المشهد الاقتصادي الصيني: استكشاف النمو والتحديات والتحول

الملخص التنفيذي

شهدت الصين تحولاً اقتصادياً مذهلاً، من اقتصاد مركزي ومعزول إلى قوة عالمية مؤثرة. لقد دفع النمو غير المسبوق في العقود الأخيرة البلاد إلى واجهة الاقتصاد العالمي، مدفوعاً بإصلاحات هيكلية جريئة وانفتاح على التجارة والاستثمار الأجنبي. ومع ذلك، فإن هذا المسار التنموي يتطور نحو “وضع طبيعي جديد” يعتمد بشكل متزايد على الاستهلاك المحلي والابتكار، بدلاً من الاستثمار الثابت والتصدير. يأتي هذا التحول مصحوباً بتحديات كبيرة، بما في ذلك التحولات الديموغرافية، وأعباء ديون الحكومات المحلية، وتفاوت الدخل، والقدرة الصناعية الفائضة. علاوة على ذلك، تتشابك هذه الديناميكيات الداخلية مع تعقيدات المشهد الجيوسياسي، حيث تسعى الصين إلى تحقيق التنمية المستدامة مع مواجهة التوترات التجارية والمنافسة التكنولوجية. يقدم هذا التقرير تحليلاً شاملاً لهذه الجوانب، مسلطاً الضوء على مسار الصين الاقتصادي، والتحديات التي تواجهها، والآثار الاستراتيجية لمسارها المستقبلي.

السياق التاريخي والإصلاحات الاقتصادية

قبل عام 1978، كانت الصين تتبع سياسات أبقت اقتصادها فقيراً وراكداً، ويخضع لسيطرة مركزية مشددة، ويعاني من عدم كفاءة هائلة، وعزلة نسبية عن الاقتصاد العالمي. على الرغم من هذه القيود، تمكنت الصين من تأسيس نظام صناعي مستقل وكامل في فترة زمنية قصيرة نسبياً، تركز بشكل أساسي في شمال شرق الصين والمدن الساحلية الشرقية الكبرى. كانت أكثر من 90% من محطات الطاقة تتركز في هذه المناطق، وأكثر من 70% من مغازل الحياكة والأنوال في شنغهاي وتشينغداو وتيانجين.

في عام 1978، شرعت الصين في برنامج إصلاح اقتصادي واسع النطاق بهدف إيقاظ عملاق اقتصادي نائم. تضمنت هذه الإصلاحات تشجيع تشكيل الشركات الريفية والأعمال التجارية الخاصة، وتحرير التجارة والاستثمار الأجنبي، وتخفيف سيطرة الدولة على بعض الأسعار، والاستثمار في الإنتاج الصناعي وتعليم القوى العاملة. كما مُنحت مديري الشركات استقلالية أكبر، مما سمح لهم بتحديد أهداف الإنتاج الخاصة بهم، وبيع بعض المنتجات في السوق الخاصة بأسعار تنافسية، ومنح مكافآت للعمال الجيدين، والاحتفاظ بجزء من أرباح الشركة للاستثمار المستقبلي.

منذ انفتاحها في عام 1979، كانت الصين باستمرار من بين أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، بمتوسط نمو سنوي حقيقي في الناتج المحلي الإجمالي بلغ 9.5% حتى عام 2018، وهو معدل وصفه البنك الدولي بأنه “أسرع توسع مستدام لاقتصاد رئيسي”. في عدة سنوات ذروة، تجاوز النمو 13%. وقد تضاعف نصيب الفرد من الدخل أربع مرات تقريباً في السنوات الخمس عشرة التي تلت عام 1978.

كانت مكاسب الإنتاجية مسؤولة عن أكثر من 42% من نمو الصين بين عامي 1979 و1994، وتجاوزت في النهاية الاستثمار الرأسمالي كمصدر رئيسي للنمو. أدت الإصلاحات إلى توسيع حقوق الملكية في الريف، مما أدى إلى مزارع عائلية أكثر إنتاجية ونمواً سريعاً في الشركات القروية، مما جذب عشرات الملايين من الزراعة التقليدية إلى الصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة العالية. وقد أضاف الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي كان ضئيلاً قبل عام 1978، قوة إلى التحول الاقتصادي، حيث وصل إلى ما يقرب من 100 مليار دولار أمريكي بحلول عام 1994. وقد أدى هذا التدفق من الأموال الأجنبية إلى بناء المصانع، وخلق فرص العمل، وربط الصين بالأسواق الدولية، وأدى إلى نقل مهم للتكنولوجيا.

يمكن فهم نجاح الإصلاحات المبكرة في الصين من خلال تفاعل عنصرين رئيسيين: الإصلاحات الداخلية الموجهة نحو السوق والانفتاح الخارجي. لقد أدت عملية إلغاء التجميع، وتشجيع الأعمال التجارية الخاصة، ومنح الشركات استقلالية أكبر إلى إطلاق العنان لقدرات إنتاجية محلية هائلة وزيادة حركة العمالة. وفي الوقت نفسه، وفر الانفتاح على الاستثمار الأجنبي المباشر والتجارة الدولية رأس المال الضروري، والتكنولوجيا المتقدمة، والوصول إلى الأسواق العالمية. وقد أدى هذا النهج المزدوج إلى تمكين الصين من الاستفادة من قوتها العاملة الهائلة وإمكاناتها الاقتصادية الكامنة، مما أوجد حلقة تغذية راجعة قوية للنمو.

بينما كان نموذج النمو المبكر ناجحاً بشكل مذهل، فقد اعتمد بشكل كبير على الاستثمار الثابت والتصدير. لقد ساهم هذا النموذج، بطبيعته، في التنمية غير المتكافئة، حيث أصبحت المناطق الساحلية أكثر ثراءً بكثير من المناطق الداخلية. وبالتالي، فإن الخصائص الهيكلية الكامنة في استراتيجية النمو الأولية هذه قد خلقت الاختلالات (مثل الاعتماد المفرط على الطلب الخارجي، والتفاوتات الإقليمية) التي تسعى سياسات “الوضع الطبيعي الجديد” في الصين حالياً إلى معالجتها. وهذا يعني أن التحول الاقتصادي الحالي ليس مجرد خيار سياسي، بل هو تطور ضروري ينبع من العواقب طويلة المدى لمسار النمو الأولي الذي كان ناجحاً للغاية ولكنه غير مستدام في نهاية المطاف.

الجدول 1: نمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين والمؤشرات الاقتصادية الرئيسية (1978-الوقت الحاضر)

المؤشرالقيمةالمصدر
متوسط النمو السنوي الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي (1979-2018)9.5% 
ذروة النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي (2007)14.2% 
النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي (2018)6.6% 
النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي (2020)2.2% 
النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي (2022)3% 
النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي (النصف الأول 2025)5.3% 
توقعات صندوق النقد الدولي للنمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي (2024)5.5% 
نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي (بكين 2023)28,295 دولار أمريكي تقريباً 
نسبة التجارة إلى الناتج المحلي الإجمالي (ذروة 2006)64% 
نسبة التجارة إلى الناتج المحلي الإجمالي (متوسط 2016-2024)33% 
نسبة التجارة إلى الناتج المحلي الإجمالي (2024)37.2% 
القيمة المضافة الصناعية كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي (2023)40% تقريباً 

“الوضع الطبيعي الجديد” والتحول الهيكلي

مع نضوج الاقتصاد الصيني، تباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بشكل ملحوظ، من 14.2% في عام 2007 إلى 6.6% في عام 2018، ثم إلى 3% في عام 2022. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينخفض هذا النمو إلى 5.5% بحلول عام 2024. لقد تبنت الحكومة الصينية هذا النمو الأبطأ باعتباره “الوضع الطبيعي الجديد”، معترفة بالحاجة إلى تحويل نموذج نموها. الهدف هو الاعتماد بشكل أقل على الاستثمار الثابت والتصدير، وأكثر على الاستهلاك الخاص، والخدمات، والابتكار لدفع النمو الاقتصادي وتجنب “فخ الدخل المتوسط”.

شهدت نسبة التجارة إلى الناتج المحلي الإجمالي في الصين ذروتها عند 64% في عام 2006، لكنها انخفضت إلى 37.2% في عام 2024، وهو أدنى مستوى لها في عقدين. يعكس هذا الانخفاض بشكل أساسي النمو الأسرع في الاقتصاد المحلي الصيني (الاستهلاك والخدمات) مقارنة بتجارتها الخارجية. تشجع استراتيجية “الدورة المزدوجة” التي تتبناها بكين الشركات صراحةً على خدمة الأسواق المحلية إلى جانب الأسواق الدولية، مما يقلل من الاعتماد على الصادرات. كما أدت الأجور المتزايدة وتحديث الصناعة إلى تحول بعض الإنتاج كثيف العمالة إلى دول مجاورة ذات تكلفة أقل في جنوب شرق آسيا.

أصبح قطاع الخدمات محركاً مهماً لنمو الناتج المحلي الإجمالي الإجمالي. في النصف الأول من عام 2025، ساهم قطاع الخدمات بشكل كبير بتوسع بنسبة 5.5% على أساس سنوي، وزادت قيمته المضافة بنسبة 5.5% على أساس سنوي. تشمل مجالات النمو الرئيسية نقل المعلومات، والبرمجيات، وخدمات تكنولوجيا المعلومات (بزيادة 11.1%)، وخدمات التأجير والأعمال (بزيادة 9.6%)، وخدمات النقل والتخزين والبريد (بزيادة 6.4%). وقد مثل قطاع الخدمات 59.1% من الناتج المحلي الإجمالي وأكثر من 60% من نمو الناتج المحلي الإجمالي في النصف الأول من عام 2025.

كان الإنفاق الاستهلاكي النهائي هو المحرك الرئيسي لنمو الناتج المحلي الإجمالي في النصف الأول من عام 2025، حيث ساهم بنسبة 52%. نمت مبيعات التجزئة بنسبة 5.0% على أساس سنوي. وتنمو اتجاهات الاستهلاك الجديدة مثل الاستهلاك الأخضر (على سبيل المثال، سيارات الطاقة الجديدة، الأجهزة المنزلية الموفرة للطاقة) بسرعة. بينما توسع الإنتاج الصناعي بنسبة 7.0% في النصف الأول من عام 2025، تركز الصين على التحول نحو الصادرات ذات القيمة المضافة العالية والتقنية المكثفة. وقد نمت القيمة المضافة لإنتاج المعدات بنسبة 10.2%.

إن “الوضع الطبيعي الجديد” ليس مجرد خيار سياسي استباقي لتجنب “فخ الدخل المتوسط” ؛ بل هو أيضاً استجابة تكيفية للرياح المعاكسة الجيوسياسية المتزايدة والحمائية. لقد جعلت الحرب التجارية والقيود التكنولوجية نموذج النمو التقليدي القائم على التصدير أقل قابلية للاستمرار، مما أجبر الصين على تسريع إعادة التوازن الداخلي. وهذا يشير إلى أنه بينما تم تحديد الاتجاه الاستراتيجي، فإن الضغوط الخارجية قد كثفت من إلحاح ووتيرة التحول.

تهدف استراتيجية “الدورة المزدوجة” إلى تقليل اعتماد الصين على الصادرات من خلال تعزيز الطلب المحلي. وفي الوقت نفسه، يؤدي هذا التحول، إلى جانب ارتفاع تكاليف العمالة ، إلى نقل الإنتاج كثيف العمالة من الصين إلى دول مجاورة ذات تكلفة أقل في جنوب شرق آسيا. وهذا يعني أن الصين تتخلى بنشاط عن دورها كمركز عالمي للتصنيع منخفض التكلفة، بينما تركز على الاستهلاك المحلي ذي القيمة العالية والابتكار. ستعيد هذه الإعادة التوجيه تشكيل سلاسل التوريد العالمية وأنماط التجارة بشكل أساسي، مما يخلق مراكز تصنيع جديدة في اقتصادات آسيوية أخرى ويغير المشهد التنافسي للشركات متعددة الجنسيات في جميع أنحاء العالم.

الجدول 2: توزيع الناتج المحلي الإجمالي في الصين حسب القطاع (2023)

القطاعالنسبة المئوية من الناتج المحلي الإجمالي
الخدمات51.6%
الصناعة39.9%
الزراعة7.1%
أخرى1.4%

ملاحظة: البيانات تستند إلى تقديرات عام 2023 من المصدر ، حيث تمثل الصناعة قطاع الصناعة التحويلية والبناء والتعدين والمرافق.

التحديات الاقتصادية الرئيسية

أ. الرياح الديموغرافية المعاكسة

تواجه الصين تحديات ديموغرافية كبيرة، بما في ذلك تراجع عدد السكان وشيخوخة سريعة. تظل معدلات الخصوبة الإجمالية منخفضة على الرغم من تعديلات السياسة، مما يؤدي إلى انخفاض متوقع في عدد السكان وزيادة في متوسط العمر. سيؤدي هذا التحول الديموغرافي إلى تقليل نسبة السكان في سن العمل، مما يقوض معدل النمو المحتمل للناتج المحلي الإجمالي في الصين. يؤدي تقلص القوى العاملة إلى انخفاض الإنتاجية الإجمالية، وزيادة نسب الإعالة، وتصاعد الضغط على أنظمة الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية. وبالمقارنة مع اليابان، تشيخ الصين بوتيرة أسرع بينما لا تزال أفقر، مما قد يؤدي إلى ألم وركود كبيرين مع تقاعد دفعة أكبر بكثير مما يدخل سوق العمل.

تستكشف الصين حلولاً مثل الاستثمار بكثافة في الأتمتة، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات للحفاظ على الإنتاجية على الرغم من تقلص القوى العاملة. ويُنظر إلى تطوير تكنولوجيا رعاية المسنين (مثل المساعدين الآليين، وأنظمة مراقبة الرعاية الصحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ومنصات الطب عن بعد) كوسيلة لتحويل التحدي الديموغرافي إلى فرصة اقتصادية. يُعد سد فجوة التنمية بين المناطق الحضرية والريفية أمراً حاسماً لتحسين البنية التحتية لرعاية المسنين. كما يُعتبر تعزيز الهجرة الماهرة وتشجيع كبار السن على البقاء في القوى العاملة من التدابير السياسية الحيوية.

إن التحدي الديموغرافي، المتمثل في تقلص القوى العاملة وشيخوخة السكان، ليس مجرد عبء، بل هو حافز قوي لتسريع جهود الصين في التحديث التكنولوجي والصناعي. إن الإشارة الصريحة إلى أن “الاستثمار في الأتمتة والذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد الشركات الصينية في الحفاظ على إنتاجيتها على الرغم من تقلص القوى العاملة” يؤسس رابطاً سببياً مباشراً. إن الضرورة التي يفرضها تناقص عدد العمال وارتفاع مطالب رعاية المسنين توفر دافعاً اقتصادياً قوياً للتبني السريع والابتكار في مجالات مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي. وهذا يحول القضية الديموغرافية من مشكلة اجتماعية بحتة إلى قوة دافعة للتنمية التكنولوجية الاستراتيجية، وهي ضرورية لاستمرارية الصين الاقتصادية على المدى الطويل.

ب. ديون الحكومات المحلية

تعتمد الحكومات المحلية في الصين بشكل كبير على الإيرادات المتعلقة بالأراضي، والتي شكلت ما يقرب من 40% من إيراداتها الإجمالية في ذروتها في عام 2021. وقد انخفض مصدر الإيرادات هذا بشكل حاد منذ أزمة العقارات في عام 2021، مما أدى إلى تحديات مالية كبيرة للحكومات المحلية. لتجاوز القيود المفروضة على إصدار الديون المباشرة، أنشأت الحكومات المحلية أدوات تمويل الحكومات المحلية (LGFVs). يقدر صندوق النقد الدولي إجمالي ديون هذه الأدوات بـ 60 تريليون يوان صيني (48% من الناتج المحلي الإجمالي) في عام 2023، بزيادة كبيرة من 13% في عام 2014. وبإضافة ديون هذه الأدوات، يقدر معدل الدين الحكومي “المعزز” في الصين بـ 117% من الناتج المحلي الإجمالي.

يشكل هذا تهديداً كبيراً للاستقرار المالي والاجتماعي للبلاد. تتعرض البنوك الصينية بشكل كبير لديون أدوات تمويل الحكومات المحلية (تقدر بنسبة تصل إلى 15% من ميزانياتها)، مع كون البنوك المحلية الأصغر أكثر عرضة للخطر بشكل خاص. أي اضطراب في قدرة الحكومات المحلية على توفير الخدمات العامة الأساسية (التعليم، الصحة، مزايا التقاعد) بسبب مشاكل الديون يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على السكان. تعود جذور المشكلة إلى الإصلاحات المالية لعام 1994، والتي أعادت مركزية إيرادات الضرائب في بكين، تاركة الحكومات المحلية تعاني من عجز مزمن في الميزانية وحصة أكبر من النفقات (أكثر من 80%) مقارنة بالإيرادات (حوالي 50%). تشمل التدابير المتخذة لمعالجة المشكلة إعادة تمويل ديون أدوات تمويل الحكومات المحلية بسندات المقاطعات، وإعادة هيكلة القروض، والجهود المبذولة لتحويل هذه الأدوات إلى كيانات تجارية قابلة للحياة. وقد أحجمت الحكومة المركزية عن التصريح صراحةً بأنها ستنقذ ديون المستوى المحلي بسبب مخاوف تتعلق بالمخاطر الأخلاقية والرغبة في إظهار المسؤولية المالية.

إن أزمة ديون الحكومات المحلية ليست مجرد مشكلة مالية معزولة، بل هي قضية هيكلية عميقة الجذور ذات تداعيات بعيدة المدى على الاستقرار المالي الأوسع في الصين. لقد أدى الاعتماد على مبيعات الأراضي إلى إنشاء رابط مباشر بين سوق العقارات ومالية الحكومات المحلية. ثم أدى استخدام أدوات تمويل الحكومات المحلية (LGFVs) إلى نقل هذه المخاطر إلى القطاع المصرفي، حيث أصبحت البنوك من أكبر الدائنين لهذه الأدوات. وهذا يعني أن التراجع في سوق العقارات (السبب) يؤثر بشكل مباشر على ملاءة أدوات تمويل الحكومات المحلية، مما يؤدي بدوره إلى ضائقة مالية داخل النظام المصرفي (النتيجة)، مما يخلق خطراً نظامياً محتملاً يمكن أن ينتشر في جميع أنحاء الاقتصاد. تكمن جذور المشكلة في خلل مالي أساسي بين الحكومات المركزية والمحلية حفز الاقتراض الغامض.

ج. تفاوت الدخل

شهدت الصين زيادة حادة في تفاوت الدخل منذ أوائل الثمانينيات، لتصبح من بين أكثر البلدان تفاوتاً في العالم، حيث تراوح معامل جيني لديها بين 0.53 و0.55 منذ عام 2005. بينما كان هناك انخفاض طفيف منذ عام 2008، فقد استفادت أعلى 10% من البالغين بشكل كبير من عام 1980 إلى عام 2008، حيث زادت حصتهم من الدخل من 26% إلى 41.7%.

يُعزى جزء كبير من تفاوت الدخل المرتفع في الصين إلى عوامل هيكلية متأصلة في نظامها السياسي، وفي مقدمتها الفجوة بين الريف والحضر والتفاوتات الإقليمية في الرفاه الاقتصادي. تلعب هذه العوامل دوراً أقوى بكثير في الصين مقارنة ببلدان مثل الولايات المتحدة. يمكن أن تعيق المستويات المرتفعة من تفاوت الدخل النمو المستدام من خلال التسبب في استثمار دون المستوى الأمثل في رأس المال البشري (الصحة والتعليم) وقد تضعف الدعم للإصلاحات المعززة للنمو، مما قد يحفز سياسات شعبوية. تُعد إصلاحات السياسة المالية، بما في ذلك تدابير الضرائب والإنفاق، ذات إمكانية لتعزيز الشمولية والإنصاف.

إن تحول الصين الاستراتيجي نحو نموذج نمو مدفوع بالاستهلاك يواجه تحدياً جوهرياً بسبب المستويات المرتفعة من تفاوت الدخل، لا سيما الفجوة المستمرة بين الريف والحضر. إذا كان جزء كبير من السكان، وخاصة في المناطق الريفية، يتمتعون بدخول منخفضة بشكل غير متناسب ووصول محدود إلى الخدمات المالية ، فإن قوتهم الشرائية الإجمالية وقدرتهم على دفع الاستهلاك المحلي تكون مقيدة. وهذا يخلق توتراً حاسماً: فالتفاوتات الهيكلية المتأصلة من نموذج النمو السابق تعيق بشكل مباشر نجاح النموذج الجديد المدفوع بالاستهلاك، مما يجعل معالجة التفاوت ضرورة اقتصادية لتحقيق نمو مستدام ومتوازن.

د. القدرة الفائضة والضغوط الانكماشية

تعد القدرة الصناعية في الصين حالياً واسعة جداً بحيث لا يستطيع سوقها المحلي استيعابها، حتى مع زيادة الواردات العالمية. وقد تكثفت هذه القدرة الفائضة منذ عام 2021، وتفاقمت بسبب انهيار قطاع العقارات. ينمو الاستثمار في الأصول الثابتة في الصناعة التحويلية بوتيرة أسرع بكثير من الناتج المحلي الإجمالي. وفي بعض الصناعات، لا سيما التكنولوجيا الخضراء (مثل الألواح الشمسية)، فإن الاستثمار الرأسمالي من قبل الشركات الصينية هائل، حيث يمثل ما يقرب من 90% من الإجمالي العالمي.

تعاني الصين من انكماش متجذر، مع انخفاض أسعار الصادرات منذ عام 2024 واستمرار انخفاض أسعار المستهلكين منذ فبراير 2025. وقد تم تخفيض هدف التضخم من 3% إلى 2%. وتعد أسعار المنتجين المتدهورة إشارة واضحة لمشكلة القدرة الفائضة، مما يضغط على هوامش ربح الشركات. قد تكون هذه البيئة الانكماشية استراتيجية متعمدة للحفاظ على القدرة التنافسية في أسواق التصدير، على الرغم من المخاطر. ومع ذلك، من المتوقع أن تؤدي الحمائية العالمية المتزايدة إلى تفاقم هذه الضغوط الانكماشية ما لم تتمكن الصين من تعزيز الاستهلاك المحلي بشكل كبير. تتطلب معالجة هذا الأمر إصلاحات رئيسية، مثل تعزيز نظام المعاشات التقاعدية وتقديم إعانات البطالة والرعاية الصحية العامة، على الرغم من أن هذه الإصلاحات ليست حالياً على رأس أولويات الحكومة.

إن الاستثمار الصيني الهائل وهيمنتها في مجال التكنولوجيات الخضراء (مثل الألواح الشمسية، والسيارات الكهربائية)، بينما تساهم بشكل كبير في الأهداف المناخية العالمية ، هي في الوقت نفسه مساهم رئيسي في القدرة الصناعية الفائضة المحلية والضغوط الانكماشية. وهذا يخلق “مفارقة خضراء” حيث تؤدي إيجابية عالمية خارجية (التكنولوجيا النظيفة بأسعار معقولة) إلى عواقب اقتصادية داخلية سلبية (الإنتاج الزائد، انخفاض الأسعار). علاوة على ذلك، فإن هذه القدرة الفائضة تغذي بعد ذلك الاستجابات الحمائية من قبل البلدان الأخرى، التي تنظر إلى الصادرات الصينية الرخيصة على أنها “إغراق” ، مما يؤدي إلى تفاقم التوترات التجارية العالمية وتعقيد جهود الصين لإعادة التوازن الاقتصادي.

الديناميكيات الجيوسياسية والتجارية

تعد العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين عاملاً حاسماً في الاستقرار الاقتصادي العالمي. فرضت إدارة ترامب تعريفات جمركية كبيرة (تصل إلى 145%) على السلع الصينية، مما أدى إلى تعريفات جمركية صينية انتقامية (تصل إلى 125%) على المنتجات الأمريكية. لقد وفرت الهدنات المؤقتة للتعريفات بعض الاستقرار، لكن تمديدها لا يزال غير مؤكد. وقد أثر هذا الصراع التجاري على قطاعات الصناعة التحويلية والتكنولوجيا والزراعة، لا سيما بالنسبة للأسواق الناشئة التي تعتمد على التجارة عبر الحدود. وتهدف الولايات المتحدة إلى تقليل عجزها التجاري مع الصين.

تدفع التعريفات الأمريكية والقيود التكنولوجية نحو استراتيجيات إعادة التوطين أو التوطين القريب. تجذب الأسواق الناشئة، وخاصة في جنوب شرق آسيا (فيتنام، الهند، إندونيسيا)، الاستثمار كبدائل لسلاسل التوريد التي تركز على الصين. تظهر البيانات انخفاضاً بنسبة 12% في التجارة الثنائية بين الولايات المتحدة والصين مقارنة بمستويات ما قبل عام 2020، مع استيعاب جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا زيادة بنسبة 9% في واردات الصناعة التحويلية.

يُعد الصراع على الموارد الاستراتيجية مثل المعادن الأرضية النادرة وأشباه الموصلات المتقدمة جانباً رئيسياً من التوترات الجيوسياسية. وقد أشارت الصين إلى استعدادها لتخفيف ضوابط التصدير على هذه المواد، ولكن بشروط، مما يسلط الضوء على نفوذها الجيوسياسي.

على الرغم من التوترات الجيوسياسية، لا تزال مبادرة الحزام والطريق تلعب دوراً في استراتيجية الصين الاقتصادية العالمية. لديها القدرة على تعزيز الناتج المحلي الإجمالي العالمي بما يصل إلى 7.1 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2040 وتقليل تكاليف التجارة العالمية بنسبة تصل إلى 2.2%. تهدف المبادرة إلى تعزيز طرق التجارة والعلاقات الاقتصادية عبر آسيا وأفريقيا وأوروبا، وقد سهلت توسع منصات التجارة الإلكترونية الصينية دولياً.

إن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي تتسم بتصاعد التعريفات الجمركية والقيود التكنولوجية ، ليست مجرد نزاع ثنائي، بل هي محرك رئيسي لإعادة تنظيم عالمية أساسية لسلاسل التوريد. يؤدي الضغط على الشركات الأمريكية لتسريع “إعادة التوطين أو التوطين القريب” مباشرة إلى تحولات في الاستثمار. وفي الوقت نفسه، تجذب الأسواق الناشئة في جنوب شرق آسيا “الاستثمار كبدائل لسلاسل التوريد التي تركز على الصين”. وهذا يؤسس علاقة سبب ونتيجة واضحة: فالاحتكاك التجاري (السبب) يؤدي إلى تنويع سلسلة التوريد العالمية (النتيجة)، مما يخلق بعد ذلك فرصاً وتحديات اقتصادية جديدة لمختلف البلدان، ويعيد تشكيل جغرافية التصنيع والتجارة العالمية.

إن هيمنة الصين على الموارد الحيوية، وخاصة المعادن الأرضية النادرة ، تمنحها نفوذاً جيوسياسياً كبيراً في المفاوضات التجارية. إن استعدادها لتخفيف ضوابط التصدير “بشروط” يشير إلى أن هذه الموارد ليست مجرد سلع، بل هي أدوات استراتيجية. وهذا يعني أنه حتى مع سعي البلدان الأخرى إلى تنويع سلاسل التوريد الخاصة بها، فإن اعتمادها على الصين لهذه المدخلات الأساسية يخلق شكلاً مستمراً من النفوذ الاقتصادي والجيوسياسي لبكين، مما يعقد جهود “الفصل” الكامل ويؤثر على شروط التجارة العالمية.

الجدول 3: أكبر الشركاء التجاريين للصين (2023-2024)

الشريك التجاريالقيمة (مليار دولار أمريكي) (الصادرات)النسبة المئوية من إجمالي الصادراتالقيمة (مليار دولار أمريكي) (الواردات)النسبة المئوية من إجمالي الواردات
الولايات المتحدة50014.8%1129%
هونج كونج2758.2%
اليابان1544.5%16012.8%
كوريا الجنوبية1484.4%16112.9%
فيتنام1374.1%
أستراليا15312.2%
روسيا12510%

ملاحظة: البيانات تستند إلى تقديرات عامي 2023-2024 من المصدر. لا تتوفر جميع البيانات لكلا الصادرات والواردات لكل شريك في المصدر.

الجدول 4: اتجاهات الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين (2020-النصف الأول 2025)

السنة/الفترةإجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر (مليار دولار أمريكي)التغير السنوي (%)الاستثمار الأجنبي المباشر في الصناعة التحويلية (مليار يوان صيني)الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع الخدمات (مليار يوان صيني)
2020253.10+35.22%
2021344.07+35.95%
2022190.00-44.78%
202342.73-77.54%
النصف الأول 2025 (فعلي)49.93 (يناير-مايو)-13.2% (يناير-مايو)109.06 (النصف الأول)305.87 (النصف الأول)

ملاحظة: بيانات الاستثمار الأجنبي المباشر الإجمالية من ، وبيانات النصف الأول 2025 حسب القطاع من.

التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر

أحرزت الصين تقدماً كبيراً نحو تحقيق أهدافها في التحول الأخضر، حيث استحوذت على أكثر من 40% من القدرة العالمية للطاقة المتجددة في عام 2024 واستثمرت 818 مليار دولار أمريكي في تحولها في مجال الطاقة في نفس العام – وهو ما يزيد عن ضعف أي اقتصاد آخر. يوصف التزام الصين بهذا التحول بأنه “راسخ وثابت للغاية”.

تُعرف الصين بشكل متزايد بأنها “مهد الثورة الصناعية الخضراء العالمية”. إنها تبني بسرعة صناعات الطاقة الخضراء، وتتصدر العالم في تصنيع الألواح الشمسية وتوربينات الرياح والبطاريات والسيارات الكهربائية. يشهد سوق السيارات الكهربائية في الصين ازدهاراً، حيث يمثل أكثر من 60% من مبيعات السيارات الكهربائية العالمية.

توسع الصين ريادتها التكنولوجية في الطاقة النظيفة، حيث تمتلك ما يقرب من 700 ألف براءة اختراع في مجال الطاقة النظيفة، وهو ما يمثل أكثر من نصف الإجمالي العالمي. يؤكد نهجها، الذي يطلق عليه “البناء أولاً، ثم الهدم لاحقاً” (先立后破)، على التوسع السريع في قدرة الطاقة المتجددة قبل التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.

يدفع التحول الأخضر اقتصاد الصين نحو التنمية عالية الجودة. تعمل التقنيات النظيفة الصينية بأسعار معقولة على جعل التحول الأخضر العالمي أكثر فعالية من حيث التكلفة. وقد انخفضت انبعاثات الصين في الأشهر الاثني عشر التي سبقت مايو 2025، حتى مع نمو الطلب على الطاقة بسرعة، مما يمثل إنجازاً كبيراً في تقليل الكربون.

تهدف الصين إلى تحقيق صافي انبعاثات صفرية قبل عام 2060 مع الحفاظ على أمن الطاقة لـ 1.4 مليار شخص وتحويل أكبر قاعدة صناعية في العالم. لا يزال الموازنة بين خفض الانبعاثات وأمن الطاقة عملاً دقيقاً. علاوة على ذلك، يُنظر إلى النمو السريع والقدرة على تحمل تكاليف التكنولوجيا الخضراء الصينية أحياناً على أنها مشكلة “قدرة فائضة” من قبل الدول الأخرى، مما يؤدي إلى تحقيقات، وتعريفات جمركية أعلى، وقيود على الوصول إلى الأسواق.

إن سعي الصين الحثيث للطاقة الخضراء ليس مجرد سياسة بيئية، بل هو استراتيجية اقتصادية متعمدة وطويلة الأجل لزراعة محركات نمو جديدة وتأمين مكانة مهيمنة في الصناعات العالمية المستقبلية. إن الاستثمارات الضخمة والتصريحات الصريحة حول “توجيه الاقتصاد الصيني نحو التنمية عالية الجودة” تشير إلى أن التكنولوجيا الخضراء تعتبر قطاعاً استراتيجياً للتحول الاقتصادي، متجاوزة الصناعة الثقيلة التقليدية. وهذا يشير إلى جهد استباقي لبناء ميزة تنافسية جديدة في الاقتصاد العالمي، بالاستفادة من الابتكار والحجم في التقنيات النظيفة.

بينما تعد ريادة الصين في توفير تقنيات خضراء بأسعار معقولة أمراً حاسماً لأهداف المناخ العالمية ، فإن هذه الهيمنة تخلق في الوقت نفسه توترات جيوسياسية جديدة واستجابات حمائية من الاقتصادات الغربية. إن حقيقة أن “التكنولوجيا النظيفة الصينية بأسعار معقولة يُنظر إليها أحياناً على أنها مشكلة ‘قدرة فائضة'” وقد “أدت إلى تحقيقات، وتعريفات جمركية أعلى، وقيود على الوصول إلى الأسواق” تظهر علاقة سبب ونتيجة واضحة. وهذا يعني أن التحول الأخضر، بعيداً عن كونه جهداً عالمياً تعاونياً بحتاً، أصبح ساحة أخرى للمنافسة الاقتصادية والجيوسياسية، حيث تُعتبر القوة الصناعية الصينية تهديداً من قبل الاقتصادات القائمة.

التوقعات والآثار الاستراتيجية

تُظهر الصين مشهداً اقتصادياً معقداً يتسم بالتحول الهيكلي العميق، والتحديات الداخلية المتعددة، والضغوط الجيوسياسية الخارجية. إن مسارها نحو نموذج نمو مدفوع بالاستهلاك والابتكار، بعيداً عن اعتماده السابق على الاستثمار والتصدير، يُعد استجابة حاسمة للتحديات الديموغرافية، وأعباء ديون الحكومات المحلية، وتفاوت الدخل، والقدرة الصناعية الفائضة.

تُبرز هذه التحديات الحاجة الملحة إلى إصلاحات مستمرة. فتقلص القوى العاملة يدفع نحو تبني الذكاء الاصطناعي والأتمتة، محولاً التحدي الديموغرافي إلى حافز للابتكار التكنولوجي. وفي الوقت نفسه، فإن أزمة ديون الحكومات المحلية، المتجذرة في الاعتماد على إيرادات الأراضي، تكشف عن نقاط ضعف هيكلية تتطلب إعادة تقييم شاملة للعلاقات المالية بين المستويات الحكومية. كما أن تفاوت الدخل، لا سيما الفجوة بين الريف والحضر، يضع قيوداً على إمكانات النمو المدفوع بالاستهلاك، مما يجعل معالجة هذه الفوارق ضرورة اقتصادية. علاوة على ذلك، فإن القدرة الصناعية الفائضة، وخاصة في قطاع التكنولوجيا الخضراء، تخلق ضغوطاً انكماشية وتوترات تجارية جديدة، مما يدفع الصين إلى البحث عن توازن بين النمو المحلي والقدرة التنافسية العالمية.

تُشكل الديناميكيات الجيوسياسية، بما في ذلك الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والصراع على الموارد الاستراتيجية، محفزاً رئيسياً لإعادة تشكيل سلاسل التوريد العالمية. وهذا يدفع الشركات إلى تنويع مصادرها، بينما تستغل الصين هيمنتها على موارد مثل المعادن الأرضية النادرة كنفوذ استراتيجي. وفي خضم هذه التحديات، تبرز الصين كقوة رائدة في التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر، مع استثمارات ضخمة وريادة تكنولوجية في الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية. ومع ذلك، فإن هذه الهيمنة تخلق أيضاً احتكاكات تجارية جديدة، حيث تُنظر إلى القدرة الفائضة في التكنولوجيا الخضراء على أنها تهديد من قبل الاقتصادات القائمة.

تتطلب التوقعات المستقبلية للصين، التي تتجه نحو اقتصاد أكثر توازناً وابتكاراً، فهماً دقيقاً من قبل الشركات الدولية والمستثمرين وصناع السياسات. إن النجاح في هذا المشهد المتطور سيعتمد على القدرة على التكيف مع التحولات الهيكلية في الصين، وفهم تعقيدات نظامها الاقتصادي، والمشاركة في حوار بناء لمعالجة التوترات التجارية والجيوسياسية. ستظل الصين لاعباً محورياً في تشكيل الاقتصاد العالمي، وستحدد قدرتها على إدارة تحدياتها الداخلية والخارجية مسار التنمية العالمية في العقود القادمة.