الدراسة في الصين للطلاب العرب

أصبحت الصين وجهةً دراسيةً رائدة يقصدها آلاف الطلاب الدوليين سنويًا، ومن بينهم عدد متزايد من الطلاب العرب. تتميّز الجامعات الصينية بتقدّمها الأكاديمي والبنية التحتية الحديثة، فضلاً عن كون تكاليف الدراسة والمعيشة فيها أقل مقارنة بالدول الغربية. وقد صعدت جامعات الصين في التصنيفات العالمية بفضل جودة أبحاثها وتعاونها مع أفضل المؤسسات عالميًا. بالنسبة للطلاب العرب الطموحين الذين يتطلعون إلى تعليم عالي الجودة وتجربة ثقافية مميزة، توفر الصين بيئة دراسية غنيّة بالفرص والتحديات على حد سواء.

الجامعات الرائدة التي تستقبل الطلاب الأجانب: تضم الصين عددًا من الجامعات المصنفة عالميًا والتي ترحب بالطلاب الدوليين. على سبيل المثال، تُعد جامعة بكين (PKU) أعرق جامعة في الصين وواحدة من أعلى الجامعات تصنيفًا في آسيا والعالم (مصنّفة رقم 14 عالميًا حسب تصنيف QS لعام 2025). كذلك تحتل جامعة تسينغهوا في بكين مكانة مرموقة عالميًا (ضمن أفضل 20 جامعة عالميًا) وتشتهر ببرامجها الهندسية والتكنولوجية حتى لُقبت بـ”MIT الصين”. إلى جانب ذلك، برزت جامعات أخرى مثل جامعة فودان في شنغهاي وجامعة شنغهاي جياو تونغ وجامعة تشجيانغ ضمن أفضل 100-200 جامعة عالميًا، وهي توفر تخصصات متنوعة وتعاونًا أكاديميًا واسعًا مع جامعات دولية. هذه المؤسسات التعليمية الرائدة لا تقدم تعليمًا عالي المستوى فحسب، بل تتمتع أيضًا بحرم جامعي حديث وحياة طلابية نشطة تجذب آلاف الطلبة الأجانب سنويًا. فعلى سبيل المثال، تحتضن جامعة بكين وحدها أكثر من 40 ألف طالب في قلب العاصمة بكين، مما يتيح للطلاب العرب الانخراط في مجتمع طلابي حيوي والاستفادة من التنوع الثقافي داخل الحرم الجامعي.

التخصصات الأكثر شعبية والمطلوبة في سوق العمل: تركز الجامعات الصينية على التميز في مجالات الهندسة والعلوم والتكنولوجيا بشكل بارز، إلا أنها تقدم أيضًا برامج قوية في الفنون والعلوم الإنسانية والاقتصاد. من بين التخصصات التي تحظى بإقبال كبير من الطلاب الأجانب وتلبّي احتياجات سوق العمل: الهندسة بفروعها (مثل هندسة الحاسوب والذكاء الاصطناعي)، علوم التقنية والمعلومات، إدارة الأعمال والتجارة الدولية، الطب وعلوم الصحة، وكذلك اللغة الصينية نفسها. يختار العديد من الطلاب العرب دراسة الهندسة وتقنيات المعلومات نظرًا للنهضة التكنولوجية في الصين وحاجة السوق العالمي لمهاراتها. كما أن تخصص إدارة الأعمال والتجارة يحظى بشعبية، خاصة مع تنامي العلاقات التجارية بين الصين والدول العربية. ولا يمكن إغفال أن بعض الطلاب العرب يأتون خصيصًا لدراسة اللغة الصينية أو العلاقات الدولية، حيث باتت اللغة الصينية تكتسب رواجًا متزايدًا في العالم العربي. على سبيل المثال، أدرجت دول مثل السعودية ومصر والإمارات برامج لتعليم الصينية في مدارسها نظرًا لأهميتها المستقبلية. الجدير بالذكر أن العديد من الطلاب العرب الذين يدرسون الصينية في الصين يطمحون لاستخدام إتقانهم للغة في مجالات الأعمال والترجمة والدبلوماسية، مستفيدين من كونهم يجمعون بين اللغة العربية والصينية. وقد أشار أساتذة في الجامعات الصينية إلى أن الطلاب العرب لم يعودوا يركّزون على دراسة اللغة فقط، بل يتوجهون أيضًا إلى تخصصات حديثة في العلوم والهندسة بعد إتقانهم الصينية، مما يوسّع آفاقهم المهنية في مجالات مثل الطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات وغيرها.

برامج المنح الدراسية: تدعم الحكومة الصينية والجامعات العديد من برامج المنح الدراسية السخية لجذب الطلبة الأجانب المميزين. أبرزها منحة الحكومة الصينية (CSC) التي تعتبر من الأكثر شيوعًا وشمولاً؛ فهي تغطي الرسوم الدراسية بالكامل وتوفّر سكنًا مجانيًا للطالب بالإضافة إلى راتب شهري لتغطية تكاليف المعيشة. يبلغ مبلغ المخصص الشهري في هذه المنحة حوالي 2,500 يوان لطلاب البكالوريوس، 3,000 يوان لطلبة الماجستير، و3,500 يوان لطلبة الدكتوراه، ما يساعد الطالب الأجنبي على التركيز في دراسته دون القلق كثيرًا بشأن المصاريف. إلى جانب منحة CSC، هناك برامج أخرى مثل منح معهد كونفوشيوس المخصصة لدراسة اللغة الصينية، ومنح الحكومات المحلية (مثلاً: تقدم مدن مثل بكين وشنغهاي منحًا خاصة لجذب الطلاب الدوليين)، فضلاً عن منح الجامعات نفسها التي قد تُمنح للطلاب ذوي الأداء الأكاديمي المتميز أو المواهب الخاصة. وتشير الإحصائيات إلى أن الصين تموّل حاليًا أكثر من 50 ألف طالب أجنبي عبر مختلف هذه المنح، مما يجعلها إحدى أكثر الدول سخاءً في دعم الطلبة الدوليين. ومن أحدث المبادرات أيضًا إطلاق برنامج منحة حازم بن جاسم للطلاب العرب في جامعة تسينغهوا عام 2025، والذي يهدف لتمويل ما يصل إلى 15 طالبًا عربيًا سنويًا في جامعة تسينغهوا المرموقة. هذه المبادرة التاريخية الممولة بشراكة عربية تعكس حرص الصين على تعزيز التبادل التعليمي مع الدول العربية، وقد شهد حفل إطلاقها إشادة بدور مثل هذه المنح في توثيق الروابط بين الصين والعالم العربي وتطوير قيادات شابة مؤهلة. لذا، يُنصح الطلاب العرب الراغبون بالدراسة في الصين بالبحث مبكرًا عن فرص المنح المختلفة والتقديم عليها ضمن المواعيد المحددة، نظرًا لطبيعتها التنافسية العالية.

إجراءات القبول ومتطلبات التأشيرة الدراسية: عملية التقديم إلى الجامعات الصينية تتم في العادة عبر الإنترنت من خلال مواقع الجامعات أو منصات التقديم الموحّدة. يتعين على الطالب تجهيز وثائق أساسية مثل كشف الدرجات الأكاديمية وشهادات التخرج، وخطابات تزكية، وبيان شخصي يوضح فيه دوافعه للدراسة. كما قد يُطلب إثبات الكفاءة اللغوية؛ فبالنسبة للبرامج التي تُدرس باللغة الإنجليزية يُشترط أحيانًا تقديم درجة IELTS أو TOEFL، أما البرامج باللغة الصينية فتتطلب مستوى معين في اختبار الكفاءة HSK (غالبًا المستوى الرابع أو الخامس حسب التخصص). بعد الحصول على القبول الجامعي، ترسل الجامعة للطالب خطاب القبول الرسمي مع استمارة تأشيرة الدراسة (Form JW202) اللازمة للتقدّم بطلب تأشيرة الطالب. هناك نوعان من تأشيرات الدراسة للصين: X1 وهي للبرامج الطويلة (أكثر من 180 يومًا) وX2 للدراسة القصيرة. غالبية الطلاب العرب يلتحقون ببرامج طويلة تتجاوز فصلًا دراسيًا واحدًا، وبالتالي يحتاجون إلى تأشيرة X1. للحصول على هذه التأشيرة، على الطالب تقديم وثائق منها خطاب القبول واستمارة JW202 وفحص طبي حديث وشهادات خلو من الأمراض المعدية، إضافة إلى جواز السفر وصور شخصية ونموذج طلب التأشيرة. قد تطلب السفارة الصينية أيضًا إثباتًا للقدرة المالية (مثل كشف حساب بنكي أو إثبات المنحة) للتأكد من قدرة الطالب على تغطية تكاليف المعيشة إذا لم يكن حاصلًا على منحة. بعد إصدار التأشيرة في بلد الطالب، وعند وصوله إلى الصين يجب عليه خلال 30 يومًا تحويل تأشيرة X1 إلى تصريح إقامة للدراسة يمتد عادة لمدة سنة قابلة للتجديد سنويًا حتى انتهاء مدة الدراسة. رسوم التأشيرة الدراسية معقولة نسبيًا وتبلغ حوالي 100 دولار أمريكي (حوالي 600-700 يوان) لتأشيرة الدخول المتعدد، كما أن إجراءات الحصول عليها سلسة إذا توفرت جميع المستندات المطلوبة. يجدر بالطلاب العرب أيضًا الانتباه إلى ضرورة الالتزام بالفحص الطبي المطلوب سواء في بلدهم أو بعد الوصول (حيث تشترط الجامعات إجراء فحص طبي شامل في الصين لاستكمال إجراءات الإقامة). بإيجاز، يمكن القول أن عملية القبول والتأشيرة تتطلب تخطيطًا مسبقًا وتجهيزًا دقيقًا للأوراق، لكنها عملية واضحة الخطوات تدعمها مكاتب الطلاب الدوليين في الجامعات الصينية بخدمات إرشادية لمساعدة المقبولين الجدد.

الحياة الطلابية والثقافية في الصين وتجارب الطلاب العرب: تتيح الدراسة في الصين للطلاب العرب فرصة ذهبية للانغماس في ثقافة غنية ومجتمع متنوع. تتميز المدن الجامعية الكبرى مثل بكين وشنغهاي بأنها دولية الطابع، حيث يختلط الطالب الأجنبي مع زملائه من مختلف أنحاء العالم. بلغ عدد الطلاب الأجانب في الصين نحو نصف مليون طالب في عام 2018 قبل جائحة كوفيد، وتسعى الصين للعودة إلى هذه الأرقام بحلول 2025 بعد إعادة فتح حدودها واستئناف برامج التبادل. الحياة الطلابية داخل الحرم الجامعي ممتعة ونشطة؛ فمعظم الجامعات الصينية توفر مساكن خاصة للطلاب الدوليين، وتنظم فعاليات ثقافية ورياضية بشكل دوري. على سبيل المثال، في جامعة تسينغهوا يقام سنويًا مهرجان رياضي شامل (كأس ما يويهان) يشترك فيه الطلبة الأجانب والصينيون في مسابقات متنوعة، ما يعزز التفاعل والتعارف بينهم. أما خارج الحرم الجامعي، فالطالب العربي في الصين على موعد مع تجربة ثقافية فريدة – من زيارة المعالم التاريخية كالسور العظيم وميدان تيانآنمن في بكين، إلى استكشاف أسواق التقنيات الحديثة والأزياء في شنغهاي وشنتشن. ولعل من أبرز التحديات التي قد تواجه الطالب العربي مسألة حاجز اللغة في الحياة اليومية، حيث لا يتحدث كثير من الصينيين اللغة الإنجليزية بطلاقة خاصة خارج المدن الكبرى. لكن هذه العقبة سرعان ما تتحول إلى دافع لتعلم أساسيات اللغة الصينية للتواصل اليومي، وهو أمر مفيد جدًا على المدى البعيد. من جهة أخرى، يجد الطالب العربي عمومًا ترحيبًا ودفئًا من قبل الصينيين، فالشعب الصيني ودود تجاة الأجانب ويحترم من يجتهد في تعلم لغتهم. وقد شارك العديد من الطلاب العرب تجارب إيجابية عن دراستهم في الصين. تقول خولة أحمد، وهي طالبة من جامعة البحرين شاركت في برنامج تبادل طلابي في الصين، “كانت تجربة رائعة جعلتني أرغب في معرفة المزيد عن الصين والثقافة الصينية”. كما يروي عمر أحمد محمود من مصر أنه درس اللغة الصينية في بلده ثم واصل دراساته العليا في جامعة بكين للغة والثقافة، بهدف الاستفادة من إتقانه للصينية في تطوير أعمال تجارية بين الصين ومصر. هذه التجارب وغيرها تبني صورة مشرقة عن الطالب العربي المجتهد في الصين، والذي يصبح جسراً بين الثقافتين العربية والصينية. وإلى جانب الدراسة، سيستمتع الطلاب العرب بالتعرف على عادات المجتمع الصيني مثل احتفالات رأس السنة القمرية (عيد الربيع) والمشاركة في معارض الطعام والثقافة التي تقام باستمرار في المدن الجامعية. وبطبيعة الحال، قد يشعر الطالب بالحنين إلى الوطن في البداية، لكن وجود مجتمعات عربية صغيرة في بعض المدن (كمدينة جوانجو ويوو حيث يقيم الكثير من التجار العرب) ومطاعم تقدم الأكل الحلال في المدن الكبرى، يخفف من الشعور بالغربة. وتوفر العديد من الجامعات دعمًا للطلبة المسلمين كوجبات حلال في مطاعم الحرم الجامعي وغرف للصلاة، مما يساعد الطلاب العرب على ممارسة شعائرهم الدينية براحة. من ناحية الأمان، تُعد الصين بلدًا آمنًا جدًا للعيش، حيث تنخفض معدلات الجريمة في معظم المدن الكبرى، ويحرص رجال الأمن على مساعدة الأجانب عند الحاجة. هكذا، سيكتشف الطالب العربي في الصين أن حياته اليومية مزيج من الانكباب على الدراسة والتعلم، والاستمتاع بثقافة جديدة، وبناء صداقات من شتى الجنسيات.

معلومات عملية (الإقامة، التكلفة، اللغة، المعيشة): قبل السفر إلى الصين، من المهم أن يكون لدى الطالب العربي صورة واضحة عن الجوانب العملية للحياة الدراسية هناك. فيما يخص الإقامة، فإن معظم الجامعات توفر سكنًا جامعيًا مخصصًا للطلاب الأجانب يكون إما غرفًا مزدوجة أو فردية داخل الحرم الجامعي. ويعتبر السكن في مهجع الجامعة الخيار الأرخص والأكثر ملاءمة؛ إذ تتراوح تكلفته الشهرية عادة بين 150 إلى 350 دولار أمريكي (أي حوالي 1,000 إلى 2,400 يوان) حسب المدينة ونوع الغرفة. أما من يفضّل المزيد من الاستقلالية، فيمكنه استئجار شقة خاصة خارج الحرم، وتتفاوت الإيجارات بحسب المدينة وحجم الشقة – فعلى سبيل المثال، في المدن الكبرى كشنغهاي وبكين قد يبلغ إيجار شقة من غرفة واحدة حوالي 3,000 إلى 5,000 يوان (450-750 دولار) شهريًا في الضواحي، ويرتفع كلما اقتربنا من وسط المدينة. يجدر بالطالب احتساب تكاليف المرافق أيضًا (كالكهرباء والماء والتدفئة والإنترنت)، والتي قد تصل إلى نحو ¥500-¥900 يوان شهريًا لجميعها اعتمادًا على الاستهلاك. من حسن الحظ أن الإنترنت متوفر بسرعة عالية في السكن الجامعي، وإن كان على الطالب استخدام خدمات الـVPN للوصول إلى بعض المواقع والتطبيقات العالمية المحجوبة في الصين.
وفيما يتعلق بـتكلفة المعيشة اليومية، تُعتبر الصين معتدلة الكلفة مقارنة بالدول الغربية ومرتفعة قليلاً مقارنة ببعض الدول العربية. تتباين النفقات تبعًا لنمط حياة الطالب والمدينة التي يقيم فيها؛ فالمدن الكبرى ك北京 (بكين) و上海 (شنغهاي) أغلى من المدن الجامعية الأصغر أو الداخلية. بشكل عام، يُقدر متوسط ما ينفقه الطالب الأجنبي على المعيشة (من طعام ومواصلات وترفيه أساسي) بحوالي 2,500 إلى 3,500 يوان شهريًا (ما يعادل 350-500 دولار). على سبيل المثال، تكلفة الوجبات في مطاعم الطلبة مدعومة جدًا؛ فقد يكلف الغداء في كافتيريا الجامعة 10-20 يوان فقط (1.5-3 دولارات). أما استخدام المواصلات العامة فهو اقتصادي للغاية؛ فسعر تذكرة المترو أو الحافلة داخل المدينة حوالي 2-5 يوان (أقل من دولار واحد). وبالنسبة للتأمين الصحي، تشترط الصين على جميع الطلاب الأجانب التأمين الطبي طيلة فترة دراستهم، وغالبًا ما تقدّم الجامعة بوليصة تأمين جماعية بكلفة تقارب 600 يوان سنويًا (أقل من 100 دولار) تشمل العلاج الأساسي في المستشفيات الطلابية. ننصح الطالب العربي بأن يضع ميزانية شهرية تضمن تغطية الاحتياجات الأساسية مع احتياط لمصاريف غير متوقعة كتجديد الوثائق أو الرحلات السياحية خلال العطلات.
مسألة اللغة قد تشغل بال الكثيرين؛ صحيح أن هناك برامج دراسية عديدة تُدرس باللغة الإنجليزية في الصين، خاصة على مستوى الماجستير (فعلى سبيل المثال، لدى جامعة تسينغهوا أكثر من 30 برنامج ماجستير يُدرّس بالإنجليزية في مجالات كالأعمال والقانون والهندسة)، إلا أن تعلم بعض العبارات الصينية الأساسية سيُحدث فرقًا كبيرًا في حياة الطالب اليومية. يبدأ العديد من الطلاب الأجانب بدراسة اللغة الصينية (الماندرين) بشكل موازٍ لدراستهم الأكاديمية، سواء عبر دورات لغة تقدمها الجامعة أو من خلال الاحتكاك اليومي. وبمرور الوقت، يكتسب الطالب قدرة على التواصل مع الناس في السوق والمطعم ووسائل النقل، مما يثري تجربته ويمنحه قيمة إضافية في سيرته الذاتية مستقبلًا. ولا بد من الإشارة إلى أن إتقان اللغة الصينية بات ميزة مطلوبة في أسواق العمل العالمية اليوم، خاصة مع تنامي دور الصين الاقتصادي، لذا فإن فترة الدراسة في الصين هي فرصة مثالية للطالب العربي ليطور مهاراته اللغوية والثقافية معًا.

وأخيرًا، ننصح أي طالب عربي مقبل على الدراسة في الصين بأن يستعد ذهنيًا لتجربة مختلفة ومثرية: كن منفتحًا على الثقافة واحترم الاختلافات، وحافظ في نفس الوقت على هويتك. من المفيد التعرف على طلاب دوليين آخرين وتوسيع شبكة المعارف، فذلك سيساعدك أكاديميًا واجتماعيًا. تذكر أن فترة التكيف الأولى قد تكون صعبة مع بعدك عن أهلك ووطنك، لكن سرعان ما ستجد لنفسك “عائلة ثانية” بين زملائك وأساتذتك. إن الصين اليوم هي أرض الفرص العلمية والعملية، والدراسة فيها بوابة إلى مستقبل واعد على الصعيدين المهني والشخصي. بالتخطيط الجيد والعزيمة، سيجد الطالب العربي في الصين بيئة مثالية لتحقيق طموحاته وصقل مهاراته ليكون عنصرًا فاعلًا في مسيرة التطور والتعاون العربي-الصيني.